سجد .. على سطح القمر !!
سيكون الإسلام أول ديانة على سطح القمر عندما يتحقق حلم إنشاء مسجد هناك ضمن مشروع القرية الفضائية الذي تقيمه وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" والذي يبدأ عام 2010م.
صاحب الحلم هو الدكتور خالد بن محمد الجماز عضو هيئة تدريس بكلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود، و أنجز الجماز تصميم المسجد ضمن الأفكار التي طرحت لمشروع القرية الفضائية التي أخذت توجهاً جاداً من قبل المؤسسات العلمية المختصة في مجال الفضاء لتحقيقها عملياً على سطح هذا الكوكب التابع للأرض.
وأوضح د. الجماز: إن فكرة المشروع انطلقت ضمن أفكار لاستخدام القمر كمحطة انطلاق إلى الكواكب الأخرى، وقد أنجز هذا البحث في جامعة جنوب كاليفورنيا التي تلقى دراسته العليا فيها في مجال العمارة وعلوم البناء، موضحاً أن هناك أفكاراً أخرى طرحت من قبل دارسين تتناول مشاريع معمارية مثل محطة إقلاع وهبوط للطائرات ومساكن ومطاعم ضمن القرية الفضائية، معتبراً أن اختياره المسجد كمشروع في هذه القرية جاء لما يمثله المسجد من أهمية في حياة المسلمين لتأدية صلواتهم الخمس.
وتمنى د. الجماز في حديث نشرته صحيفة "الاقتصادية" السعودية أن يكون أول من يصلي في هذا المسجد، موضحاً أنه تمت دراسته وتصميمه بطريقة كلاسيكية يتكون من القبة والمئذنة وملحقات المسجد وضعت القبة على سطح المسجد بحيث تسمح للمصلين بأن يتجهوا إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة حيث سيكون المسجد على قمة جبل في موقع ممتاز.
وأوضح إن هذا السطح قابل للتحرك والدوران في أي اتجاه في المستوى الأفقي ويسمح فقط بالحركة (1-2) بوصة من الحركة العمودية الموقع الدائري وذلك ليحاكي الشكل الكروي للمبنى الرئيسي.
وبحسب الجماز فقد "تم العمل على تثبيت أرضية المسجد باتجاه الكعبة، وكان استعمال الزجاج بكثرة ليحاكي الفضاء ومن خلاله يتم تعديل التوجيه، أيضا تم ربط القاعدة لتكون بمثابة مرساه لكي يكون المصلون ثابتين ولا يسبحوا أو يطوفوا أثناء العبادة وقد عملت الدعامات بواسطة أحذية ثقيلة وحلقات أرضية للأقدام والأيدي والركب على الساقين".
المئذنة والقبلة
أما المئذنة فقد أخذت شكل البرج لتحاكي الشكل المعتاد للمسجد وهذه المئذنة متحركة لتعطي ظلالا وهي مزودة بخلايا شمسية للطاقة تمنح الطاقة لكل من المسجد والأماكن الأخرى حيث ستزود المئذنة القرية الفضائية بأكملها بالطاقة الشمسية.
وحول تكلفة إنشاء المسجد، قال د. الجماز: إن "ناسا" تتكتم على الموضوع ولكنها تكلفة عالية خصوصا إذا عرفنا أن تكلفة سير شخص لمدة دقيقة على سطح القمر تكلف ناسا مليون دولار وهناك منافسة كبيرة بين أمريكا وروسيا والصين لإنشاء مشاريع على سطح القمر.
وعن الصعوبات التي واجهت المشروع أوضح د. الجماز أن أول عقبة كانت تحديد القبلة وتم حلها عبر وجود المصطبة فالقبلة ستتغير في كل صلاة ولكنها ستتجه لمكة المكرمة في كل مرة بسبب دوران القمر حول نفسه وحول الأرض وكذلك دوران الأرض حول نفسها أيضا من الصعوبات اختلاف درجات الحرارة على سطح القمر حيث تصل 200 درجة مئوية في الجزء المشع و200 درجة تحت الصفر في الجزء المظلم أي فرق 400 درجة لذلك تقرر بناء القرية تحت سطح القمر ولكن المصلى والمئذنة هما الوحيدان اللذان سيظهران فوق سطح القمر من القرية بأكملها لان درجات الحرارة ستحطم البناء ولكني أصررت على أن يكون المصلى فوق السطح وابتكرت طريقة لحمايته حيث سيحتوي جدار العزل على مياه تتجمد مع انخفاض درجة الحرارة وتذوب مع الحرارة وبذلك تحافظ على جدار من اختلاف درجات الحرارة كذلك من العقبات الجاذبية وتم التغلب عليها بوضع مثبتات للأقدام والظهر كما سيتوافر الأوكسجين داخل المصلى.
الأقربون أولى بالمعروف
الدكتور سامي سعيد حبيب أستاذ هندسة الطيران بجامعة الملك عبد العزيز بجدة رفض فكرة بناء مسجد على سطح القمر وقال:" مشاكلنا كأمة لم تنتهي في الأرض حتى نذهب للقمر".
وأضاف لـ"عشرينات": في تقديري الأولى والقاصر أن هذا المشروع لن يقام، فمن المفترض أن يكون مشروعنا لبناء الأمة وشبابها في التعليم والتدريب والتوظيف، الأقربون أولى بالمعروف".
وتساءل د. حبيب: من سيصلي في هذا المسجد؟ وكم عدد المسلمين الذين يذهبون إلى القمر، هل هم واحد.. اثنين.. خمسة؟ ما الفائدة من هذا المسجد!".
فضيلة الشيخ عبد العزيز المسند رحب بالفكرة وأثنى عليها خاصة عند علمه أن الإسلام سيكون أول ديانة على سطح القمر، وأكد الشيخ بأن هذا المشروع سيكون خدمة للإسلام ونشر للدين الإسلامي.
أما الدكتور حسن محمود سفر الخبير بجمع الفقه الإسلامي بجدة فأكد لـ"عشرينات" بأن الفقهاء أحلوا الصلاة في الفضاء لقوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}، مبيناً بأنه لم تتعارض الصلاة في القمر مع النص القرآني الكريم ومع تعاليم الدين.
وأشار إلى أن وكالة الفضاء الوطنية في ماليزيا عقدت مؤتمراً حول كيف يصلي رواد الفضاء المسلمون في الفضاء؟ وكيفية الوضوء بالمياه مع تحديد كميات المياه في الفضاء، وإعداد الطعام طبقا للشريعة الإسلامية وكيفية أداء الصلاة وتحديد اتجاه القبلة.
نحن على الأرض
وللشباب وجهة نظر حيث أعرب "عبد القادر سالم" عن سعادته بأن يكون الإسلام أول ديانة في القمر، وكما أعرب عن سعادته لكون صاحب الفكرة مهندس سعودي، إلا أنه أبدى انزعاجه من الفكرة قائلا:"ما الفائدة منه إذا لم تقم فيه الصلاة!..هل سيذهب المسلمون إلي القمر؟".
ودعا الشاب صاحب الفكرة إلى إبداع أفكار أخرى مفيدة للمسلمين و يصلح تطبيقها على الأرض.
وعلى عكسه أعرب "حميد النجعي" عن سعادته بهذا المشروع، مؤكداً أنه سيكون سعيداً إذا تمكن من الصلاة في هذا المسجد.
وعرض مبادرته للمشاركة في بناء هذا المسجد على أن تتكلف "ناسا" تكاليف رحلته للقمر ، وقال أنه سيفكر في دراسة الهندسة المعمارية من أجل المشاركة في المشروع.
وأنت هل تريد الصلاة في مسجد على القمر؟
الجمعة فبراير 01, 2008 3:49 am
