يونس شلبي موهبة تلقائية اقتحمت قلوب الجماهير33CCFF
رحيل نجل ناظر مدرسة المشاغبين
يونس شلبي القاهرة: محمود تركي
بعد سنوات من مقاومة الآلام بالعمل تارة، والضحك تارة أخرى، وبالعلاج مرات عديدة، توفي صباح أمس الاثنين الفنان الكوميدي يونس شلبي في مستشفى المقاولون العرب بالقاهرة عن عمر 66 عاماً. وقال المسؤلون بالمستشفي إن الفنان الراحل كان قد دخل المستشفى يوم 26 أكتوبر الماضي بعد إصابته بارتفاع في ضغط الدم، وعودة آلام القلب لديه، إلا ان حالته الصحية تدهورت وأصيب بغيبوبة تامة الأسبوع الماضي. يذكر أن الفنان الراحل كان يعاني من مشاكل صحية جمة من بينها إصابة قديمة بجلطة، وارتفاع نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلي أزمة مزمنة فى التنفس. كما سبق أن خضع لعملية قلب مفتوح وزراعة شرايين فى قدميه إثر تعرضه لجلطات كثيرة فى الساق والمخ. وقد أجريت له مؤخرا عملية فى عظام القفص الصدرى.
وأقيمت صلاة الجنازة على الفنان الراحل يونس شلبي في تمام الساعة الواحدة بمسجد المركز الطبي لمستشفى المقاولون العرب، وتم نقله بعدها لمسقط رأسه بالمنصورة، حيث تم دفنه هناك. وقد أقيم العزاء في مسجد النصر ببلدته المنصورة، بينما سيقام عزاء آخر يوم الخميس القادم بمسجد الحامدية الشاذلية بالقاهرة. «أعيش دائماً بالقرب من الله، الذي أبغي ثوابه عن كل ما أفعله في حياتي من أعمال، ولأنني مؤمن بالقضاء والقدر، والنصيب، فإنني أتقبل أي مرض أو حادث يمر بي برضاء وهدوء وإيمان». كانت تلك هي آخر كلمات الراحل يونس شلبي عند دخوله المستشفي منذ عدة ايام. فيونس شلبي الذي مني بالمرض وهو يؤدي دوره في احد الأعمال المسرحية خلال عرضها على خشبة المسرح بإحدى الدول العربية عام 1993، لم يستكن يوماً لمرضه الذي تجاهله وأصر على مواصلة عمله الفني، كما لم يشك مما أصابه، بل كان على العكس من ذلك تماما، دائم التبسم لكل من حوله، محاولاً بث روح الأمل فيهم، ونزع القلق منهم. ملامحه البسيطة البريئة، كانت جواز مروره الي قلوب الجماهير التي عشقت تلقائيته وبساطته وطريقة تلعثمه في الحديث كي يجمع افكاره. كان دخول يونس شلبي الي عالم الفن، إيذاناً بمولد موهبة متفردة بكل ما تعنيه الكلمة، حتي أن الجماهير كانت تظن حواره في ما يقدمه من أعمال حواراً تلقائياً نابعاً منه لا من السيناريو حتي بات واحداً من أشهر فناني الكوميديا في مصر والعالم العربي. ولد يونس شلبي في 30 مايو 1941 لأسرة بسيطة لم تكن تعرف شيئا عن الفن، وعلى الرغم من ذلك فان يونس لم يواجه بمعارضة من اسرته عندما قرر الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية الذي تخرج منه في عام 1961 وهو ما زال بعد في العشرين من عمره. لم يكن يملك ملامح الوسامة التي اعتاد عليها نجوم المسرح، ولكنه كان يمتلك مقومات اخرى في مقدمتها التلقائية التي تفتح له الأبواب الموصدة بمجرد بدءه الحديث. وبسبب صداقته للفنان سعيد صالح، نجح يونس شلبي في الانضمام الي فرقة الفنانين المتحدين التي كانت تعد وقتها لتقديم مسرحية «مدرسة المشاغبين»، فرشحه الفنان عادل إمام لأداء شخصية «منصور ابن الناظر» وهي الشخصية التي قدمته بنجاح للجماهير التي تعالت ضحكاتها مع كل مرة كان يظهر فيها حتي لو لم ينبس ببنت شفة. كما صارت لزماته وإيفهاته الضاحكة، مرافقة لاسمه في كل مرة يذكر فيها. وكان لنجاحه الساحق في تلك المسرحية، دور كبير في اختيار الفرقة له للمشاركة في بطولة مسرحية «العيال كبرت» التي قدمها مع ثلاثة من زملائه الذين شاركوه بطولة مسرحية «مدرسة المشاغبين» وهم أحمد زكي وسعيد صالح وحسن مصطفي. وليتوالي نجاح ذلك الكوميديان الذي أثبت من خلال أدائه ان فن الكوميديا كان بحاجة الي تلك الشخصية المتجددة بأسلوبها. بعدها شارك يونس شلبي في العديد من الأعمال السينمائية التي رشحه لها نجاحه الكوميدي في عالم المسرح. وليبلغ عدد الأفلام التي شارك بها سواء في أدوار البطولة او أدوار ثانوية نحو 90 فيلماً. حتي أنه صار قاسماً مشتركاً في الأفلام التي قدمت في حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ومن بين تلك الأفلام «قليل من الحب كثير من العنف»، «هارب من التجنيد»، «الأسطى محروس»، «امرأة واحدة لا تكفى»، «الشاويش حسن»، «محطة الأنس»، «شفيقة ومتولي»، و«حكمتك يا رب» وغيرها من الأفلام. أما علاقة يونس شلبي بالتلفزيون فقد بدأت منذ نهاية السبعينات حينما شارك الفنان الراحل فؤاد المهندس في بطولة المسلسل الكوميدي الشهير «عيون»، وعلى الرغم من مشاركته في العديد من الأعمال التلفزيونية الأخرى، إلا أن ذلك المسلسل ظل الأهم في مشوار حياته الفنية في الدراما التلفزيونية، ولم ينازعه سوى مسلسل الأطفال الشهير الذي قدمه مع الفنانة هالة فاخر وكان بعنوان «بوجي وطمطم» والذي أخرجه على مدى سنوات مخرج العرائس الراحل رحمي. وعلى الرغم من الأداء الصوتي فقط ليونس شلبي في المسلسل، إلا أنه نجح في الاقتراب من عالم الأطفال الذين اعتادوا منذ ذلك اليوم على مناداته باسم «بوجي» وهي الشخصية التي كان يؤديها في المسلسل. حياة يونس العائلية كانت وكما كان يصفها ملكاً لزوجته وبناته الخمس وابنه الوحيد، وقد حرص علي الابتعاد بهم عن دائرة الإعلام والأضواء ليحيوا حياة هادئة كأي أسرة عادية. وقد بدأت مأساة يونس شلبي مع المرض عام 1993 حينما كان يعرض إحدى مسرحياته في إحدى الدول العربية، فتعرض للإصابة بجلطة في المخ أثناء العرض، استلزمت نقله إلي أحد المستشفيات هناك لتلقي العلاج، لكنه طلب أن يستكمل علاجه بمصر. ولكنه لم يشف نهائياً من مرضه حيث ساءت حالته مما اضطره لملازمة الفراش لفترات طويلة، وبخاصة بعد تعرضه لعدد من العمليات الجراحية الصعبة، في نفس الوقت الذي تكررت فيها إصابته بجلطات في المخ والساقين بشكل أثر علي حركته، وزاد الأمر سوءاً حينما أعلن الأطباء ضرورة خضوعه لعملية جراحية دقيقة وخطيرة في شرايين القلب، وعلى الرغم من مرورها بسلام، إلا أنها أصابته بالاكتئاب بعدما باع كل ما يملك لإنفاقه على العلاج، وبالرغم من الزيارات القليلة من زملاء الوسط الفني له، إلا أن يونس شلبي المجروح من الداخل كان يلتمس لهم العذر لانشغالهم في أعمالهم، وإن كان يعبر عن جرحه ببعض العتاب بين الحين والأخر. وفي الوقت الذي شكت فيه زوجته إهمال الجميع لزوجها الي الحد الذي باع فيه كل ما يملك للإنفاق على علاجه، كان يونس شلبي يرفض أن يطلب من الدولة الإنفاق علي تكاليف مرضه. حتي صدر قرار وزارة الصحة بعلاجه على نفقتها عقب الطلب الذي تقدم به نقيب الممثلين أشرف زكي. «أحلام مؤجلة» ذلك هو اسم آخر الأعمال التلفزيونية التي كان الراحل قد تعاقد علي المشاركة بها، ولكن لم يأذن له القدر بذلك، ولتبقى عنواناً لطموحات وأمنيات الفتى الضاحك الذي جاوز
الرد باقتباس الرد السريع على هذه المشاركة
saouab2010
مشاهدة هوية
إرسال رسالة خاصة إلى saouab2010
شاهد جميع مشاركات saouab2010
أضف saouab2010 لقائمة الأصدقاء
دكتور الكومبيوتر
الجمعة نوفمبر 16, 2007 6:44 pm
